آداب المعاشرة الزوجية
أولا: يجب أن يظل الإنسان متذكرا أن له شريك في هذه العلاقة،ولذا يجب أن يوضع هذا الشريك في الصورة دوما في مسألة تطويل أو تقصير أو إنهاء المرحلةالثانية من الدورة الجنسية، وقد يسأل القارئ: وكيف يتأتى ذلك؟! وهنا أقول إنه يجب أنينتهي الخجل من الزوجين بمجرد إتمام عقد الزواج، وعلى ذلك يكون هناك من الضرورة حواردائر بين الزوجين، وحتى أثناء العلاقة الحميمة حول ما يمتع كل منهما، وحول تطور الإحساسبالإثارة عند كليهما، وأيضا تحري رغبة الآخر في إنهاء هذه المرحلة من عدمه، وتحري رغبةالآخر في الاستمرار لآونة أخرى لأن هذا هو حق لكل منهما وهي أوقات متعة حلال وما دامت لا تطغى على موعد صلاة أو عبادة، أو تجور على ساعات العمل، فلكل منهما الحقالمطلق في إطالتها والاستمتاع بها كما يحلو له.
ثانيا: ربما اختلف القالب الجنسي لواحد منهما عن الآخر فيمسألة وقت الاستمتاع أو توقيت الوصول للحد الأقصى من المتعة، فإن كان أحدهما قد وصللهذا الحد دون الآخر، فعليه انتظار هذا الشريك حتى يوفي حقه فيها، وقد يبدو للقارئأن هذا قد يكون مرهقا أو راغما للطرف الذي يصل إلى الحد الأقصى من الإثارة أولا، ولكنيأعود فأقول إن الاستزادة من المتعة لا تكدر ولا تضر أبدا، وإن كنت أشرت لهذه المرحلةكحد أقصى فلست أقصد بها أنه لا يمكن الاستزادة بعده، ولكني أقصد أنه يمكن استيفاء المتعةالحسية كاملة بالاكتفاء به، ولذا، من المكن، بل من المستحسن أن ينتظر الطرف الأول،الطرف الآخر حتى يرضى عن إنهاء هذه المرحلة، وتلك ستكون فائدة مزدوجة ومتعة مضاعفةللطرفين.
ما مقياس الحد الأقصى لهذه المرحلة؟
ليس هناك حد أدنى محسوب بالدقائق أو الساعات ولا حد أقصىلهذه المرحلة، أي ليس هناك قالب معين نقيس عليه ما إذا كانت المرحلة الثانية للدورةالجنسية لإنسان معين على وجه الخصوص طبيعية أم أطول من اللازم، إذن ما المقياس لنعلمما إذا كنا لا نعاني من حالة غير طبيعية أم لا؟!
وهنا أجيب عن هذا السؤال الذي ما أكثر ما أُُُُسأل عنه فأقولإنك أنت المقياس!! نعم إنه أنت نفسك، فالمسألة هي توءمة جسدية نفسية بحتة، فإذا شعرتأنك لم تصل بعد لقمة المتعة ولكن انتهت المرحلة الثانية للدورة جسديا فقط، فهناك خطأما فيما يتعلق بالمدة، ونفس الشيء إذا حدث العكس، أي إذا شعر الإنسان أنه يريد أن ينهيالمرحلة الثانية بالثالثة، ولكن طالت مدة المرحلة الثالثة دون الوصول إلى نهايتها،وبذلك نظل في المرحلة الثانية رغما عنا.. هذا هو بيت القصيد.. هذه الكلمة الصغيرة"رغما عنا"، أي أن المقياس لكل إنسان هو حدوث الانفعال الحسي والوظيفة الجسديةبشكل انسيابي ومتكامل أما إذا اصطدمت إحداهما بالأخرى من ناحية المدة بشكل عام- وهوموضوعنا هنا- فهذا هو المقياس الوحيد لكون المرحلة الثانية للدورة الجنسية قصيرة أم طويلة.
كيف ينتقل الإنسان من المرحلة الثانية إلى المرحلة الثالثة؟
يكون الدخول من المرحلة الثانية إلى الثالثة في الدورة الجنسيةدخولا عاطفيا تلقائيا تقوده التوءمة الكائنة بين الوظيفة والأحاسيس كما سبق وأشرنافي مقال سابق، فلا يجب الفصل بينهما بكلمة صريحة عن الرغبة في الانتقال من الطرفينبحركة مفاجئة أو أن يخرج من الحالة المزاجية خروجا صريحا يظهر للطرف الآخر، بحيث يكونالتطور طبيعيا ومحمودا ومرغوبا فيه ولا يكون كالذي أفاق نائما ليعطيه منوما...
ما هي المرحلة الثالثة من الدورة الجنسية؟
وأخيرا وبعد كل ما أشرنا إليه من آداب وتنبيهات متعلقة بالمرحلةالثانية من الدورة الجنسية وما حولها وكيفية إنهائها أو الانتهاء منها، وبعد أن أشرنااسما إلى المرحلة الثالثة من الدورة الجنسية، من المؤكد أن هناك سؤالاً الآن يلح علىذهن قارئنا العزيز، وهو ما المرحلة الثالثة –إذن- من الدورة الجنسية؟ وأجيب إن المرحلة الثالثة هي مرحلة التتويج للعلاقة الجنسية الحميمة، فهي بحق قمة الحميميةفي العلاقة الزوجية على الإطلاق، ففيها يتكامل الزوجان روحا وحسا وأيضا...جسدا...
بالطبع الآن عرفنا ما المرحلة الثالثة في الدورة الجنسية.هي بالفعل مرحلة الجماع الفعلي أو الممارسة الجنسية الصريحة، والتي تحدث بإدخال العضوالذكري في القناة المهبلية الأنثوية، وهنا يجب أن أشير إلي أن إسباق هذه المرحلة بالمرحلةالسابقة (المرحلة الثانية للدورة الجنسية) هي قمة تجسيد التكامل الوظيفي الذي فطر اللهعليه جسم الإنسان في كل خلية فيه، ولكن ربما تكون الوظائف الفسيولوجية التكاملية فيجسد الإنسان غير ظاهرة للعين المجردة، فمعظمها يحدث داخل الجسم تحت ستر الجلد والعظاموالعضلات، أما في الوظيفة الجنسية تحديدا، فكل شيء ظاهر أمام عين كل إنسان، فكل ماحدث سابقا في المرحلة الثانية كان تجهيزا صريحا وواضحا للمنطقة التي ستقوم بوظيفة الجماعلتسهيل هذه العملية، وجعلها غير مؤلمة، وتحويلها من مجرد وظيفة ينتهي بها الإنسان منمأربه في شريكه، إلى ممارسة لنشاط ممتع بالنسبة للطرفين، مما يحبب العلاقة إلى قلوبهم،ويجعلهم يتوقون إليها مرة بعد مرة.
هل العلاقة الزوجية مجرد علاقة جسدية؟
هناك أبعاد اجتماعية لهذه العلاقة بهذا الشكل النقيالحلال، مثل: توق كلا الطرفين لعلاقته مع الآخر يجعله يحسن من معاملته الحياتية له،ويضفي شيئا من الود لدائم على الأوقات المشتركة في سبيل الفوز بلقاء جنسي متكامل جسدياوحسيا، وخاصة هذا الجانب الحسي الذي خص به الله الإنسان دون غيره من المخلوقات، والذيهو يضيف النكهة المستساغة على العلاقة.
أما البعد الاجتماعي الآخر، فهو السعي إلى الزواح والعفافالحلال في سبيل النهل من هذه السعادة، فيكون المجتمع مستقرا، وتتحقق الرغبة في بناءالأسر وإنشاء أبناء صالحين بإذن الله...
أما كيف تنتهي الدورة الجنسية.. ففي المقال القادم بإذن الله.