أنا شاب تقدمت لإحدى قريباتي لكي أخطبها، ووافقت بالفعل ولكن لم تتم الخطبة حتى الآن وذلك لظروف وفاة أحد الأقارب.. المهم أنني سمعت عن البرود الجنسي لدى الفتيات ولذلك حاولت أن
أتكلم معها بأسلوب فيه بعض ما يفعلة الأزواج مع بعضهم، وحاولت أن أثير غرائزها بالكلام، ولكني وجدت نفوراً عجيباً، ووجدتها ترد علي وتقول إنها باردة، فحاولت أن ألمس جسمها في مناطق
مختلفة، مثل رقبتها وثديها لظني أنها تكذب علي لحيائها، ولكني وجدت أن هذا أيضاً لا يؤثر فيها، ولا يثير فيها شيئاً، وأنا الآن أخاف أن يكون عندها برود جنسي مع العلم أننا قد تكلمنا كثيراًُ في
معاشرة الأزواج، وليلة الفرح، وما سنفعله يومها، ونحن لا يوجد شيء بيننا سراً أو أنها تستحي مني.. أرجو الإفادة.. ماذا أفعل؟ مع العلم أننا نعيش قصة حب منذ 5 سنوات....
أنا شاب تقدمت لإحدى قريباتي لكي أخطبها، ووافقت بالفعل ولكن لم تتم الخطبة حتى الآن وذلك لظروف وفاة أحد الأقارب.. المهم أنني سمعت عن البرود الجنسي لدى الفتيات ولذلك حاولت أن أتكلم معها بأسلوب فيه بعض ما يفعلة الأزواج مع بعضهم، وحاولت أن أثير غرائزها بالكلام، ولكني وجدت نفوراً عجيباً، ووجدتها ترد علي وتقول إنها باردة، فحاولت أن ألمس جسمها في مناطق مختلفة، مثل رقبتها وثديها لظني أنها تكذب علي لحيائها، ولكني وجدت أن هذا أيضاً لا يؤثر فيها، ولا يثير فيها شيئاً، وأنا الآن أخاف أن يكون عندها برود جنسي مع العلم أننا قد تكلمنا كثيراًُ في معاشرة الأزواج، وليلة الفرح، وما سنفعله يومها، ونحن لا يوجد شيء بيننا سراً أو أنها تستحي مني.. أرجوالإفادة.. ماذا أفعل؟ مع العلم أننا نعيش قصة حب منذ 5 سنوات....
د.هبه قطب,
عجيب أمرك أيها الراسل فإنك لا تتردد في أن تتجول بحرية عجيبة وبأمان أعجب في محرمات الله، بل في أعراض لم تبح لك، ولن تباح إلا بعد الزواج!! وفوق هذا وذاك فإنك لا تشعر بأي غضاضة، ولا بأي حرج في أن تزيد من تلك الأفعال المشينة، وتنزل إلى أعمق مستويات المعصية وأحط منازل الخلق، والذي يثير النفس السوية تجاهك أكثر وأكثر هي تلك المجاهرة بكل هذه المعاصي بتلك التفاصيل مع عدم وجود أي من عناصر النفس اللوامة التي هي نعمة منحها الله عباده المؤمنين!! إنك لم تستتر بستر الله الذي منحك إياه، بل استهنت به وكشفته عن نفسك تارة بإصرارك على معاصيه، وتارة بكشفها على هذه الصورة الغريبة التي أشم فيها رائحة المفاخرة بهذا التدني الخلقي، فلعلك تعتقد أن هذا الستر هو حق مكتسب طالما تأخذ حذرك حال القيام بما تفعل...
لا أيها الشاب... إنك إذن واهم، إنها الفرصة التي يمنحها الله لعباده حتى يرجعوا عما يفعلون، أو عسى أن يرجعوا عما يفعلون، أما إذا لم يستثمروا هذا الأوكازيون من أكرم الأكرمين فهم إذن غير مستحقين له، ويكشف الله عنهم آنذاك ذلك الستر أو تلك النعمة الكبيرة، فينالهم من الانكشاف والفضيحة ما يستحقون جزاء ما تجرءوا على الله وأحكامه!! لقد ترددت حقاً في نشر هذه الرسالة، أو -بالأحرى- أنها استفزتني أيما استفزاز، ولكني قررت نشرها في النهاية حتى نحللها سوياً، وحتى يستفيد قراؤنا الأعزاء بهذا التحليل -أتمنى ذلك- وليس تعاطفاً مع كاتبها إطلاقاً ولا رغبة في "حل مشكلته العويصة تلك"....فتعالوا معي يا أصدقائي نتعمق سوياً في بعض النقاط :
- إن ما بين هذا الشاب وهذه الفتاة هو مجرد كلام!! أي لا فاتحة، ولا خطوبة ولا عقد قران ولا أي شيء.
- إنها قريبته، وبالتالي فإن مسألة ائتمانه عليها وعلى حرمة بيتها وعلى بقائهما معاً دون رقابة -بالرغم من خطأ ذلك- نابعة من ثقة أهلها فيه باعتباره قريبا وليس مجرد عريس تقليدي متقدم، ومن ثم فإنه يجب أخذ إجراءات أكثرتشدداً معه، لأنها باختصار أمانة وضعت في عنق هذا الشاب رضي أم لم يرض.
- إن هذا الشاب باجترائه على هذا النحو، قد تخطى كل حدود الدين والأدب والاحترام وبالطبع... قد خان الأمانة، أي أنه لم يحترم عهداً قد تعهد به بشكل غير معلن وغير موقع، بدليل أنه بالطبع لا يستطيع أن يجهر بما يقوم به مع هذه الفتاة لأهلها، حيث إنه غير فخور بما يفعل، وإذن لا يستطيع الاعتراف به، وخاصة لأولئك الذين ائتمنوه على هذه الأمانة وأخذوا معه هذا العهد.
- إنه بذلك قد حمل صفة أصلية من صفات المنافقين، الذين توعدهم الله ورسوله بالدرك الأسفل من النار، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في صفات المنافقين: "إذا عاهد غدر" ولا حول ولا قوة إلا بالله.
- فضلاً عن كل ذلك، وإعراضاً عن مسألة الالتزام واحترام قوانين دين الله وتعاليم رسوله، فقد خسر هذا الشاب الكثير فيما يختص بقالبه الجنسي... فهناك يا أصدقائي حكمة عميقة ربما لا تصل إلى فهم بعض البشر، وهي حكمة تحريم الزنا أو مقدماته قبل الزواج، فهي لمصلحة الناس، ولكن لو يعلمون أن الطاعة واجبة دون ذلك التدخل البشري الذي يحكمه هوى النفس. لأراحوا أنفسهم وكسبوا دنياهم وأخراهم... ويحضرني هنا قول الله تعالى: "أرأيت من اتخذ إلهه هواه.." سورة الفرقان (43). فلنحذر جميعاً يا أصدقائي أن يكون إلهنا هو هوانا، فهذا شرك بالله والعياذ بالله... اللهم عافنا وإياكم من هذا الشرك الذي يزحف دون استئذان، وكل ما على الشخص كي يقع فيه هو أن يفتح الباب للشيطان ولو فتحة بسيطة، وهنا يهاجم الشيطان ويعمل ما في وسعه من جهد لجر الإنسان لمعصية أكبر وأكبر، والخوض في طريقه أبعد وأبعد...
- إن هذا لا يعفي الفتاة من المسئولية أيضاً، فالمعصية رجل وامرأة، داع ومدعو، فاعل ومفعول به، ثم يتحول الأمر إلى فاعلين، بل جانبين وعاصيين وتابعين للشيطان، ولكني بدأت بلوم الشاب لأنه هو الذي كان شرارة كل هذا الحريق الرهيب، ولكن إذا وجد هذا الشرر ما يطفئه في مهده لما حدث كل ذلك، فاتقين الله في أنفسكن يا فتيات، واحفظن عفافكن لأزواجكن... وكما نرى، فهذا الشاب التابع للشيطان، الطائع له، بعد 5 سنوات من الحب والهيام والغرام والقيام بمقدمات الزنا -أو بعض الزنا- كاملاً، لا يتردد في التفكير في ترك هذه العلاقة وهذه الفتاة لأنه اكتشف أنها "ربما" تكون باردة جنسياً ولا تحقق له ذلك الاستمتاع الذي ينشده بعد الزواج!!!
يا أصدقائي لا عجب في ذلك، فما بني على باطل فهو باطل، ومن لا يحافظ على عهد الله فهو لا يستحيي منه تعالى، وكما تقول الحكمة القديمة "إذا لم تستحيِ فافعل ما شئت" من لا يحفظ أمانة اؤتمن عليها فماذا ننتظر منه، قال تعالى في صفات المؤمنين: "والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون" سورة المؤمنون (8) فلنعلم قرائي الأعزاء، أن ما يجب علينا حال وقوع قصة كهذه في طريقنا أن نعتبر منها -أي نأخذ منها العبرة- وأن تصلنا رسالة الله فيها، قال تعالى: "كلا إنها تذكرة ، فمن شاء ذكره" سورة عبس (11) و(12). وهنا أريد أن أقول شيئاً يحدث على أرض الواقع وطالما رأيته في حالات في عيادتي، وهو أولئك الشباب ذوو السوابق العاطفية والجنسية، والذين يجدون أنفسهم عاجزين جنسياً سواء بشكل كلي أو جزئي بعد الزواج مع الخلو من الأمراض العضوية ولأسباب غير مفهومة أو معروفة طبياً، ولكنه حق الله الذي يسترده بجعلهم قادرين فيستغلون قدرتهم في الحرام فيرفع إليه هذه القدرة حين الاحتياج إليها في الحلال.