إن غض البصر هو أمر إلهي نزل صريحاً في القرآن في سورة النور في قوله تعالى: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم"
وهنا ربط الله سبحانه وتعالى بين غض البصر وحفظ الفرج وعلى ذلك فسيكون العكس صحيحاً أي من لايغض بصره يكون معرضاً لألا يحفظ فرجه، وهي حالتك تماما، فكيف تطلب مني ألا أقول لك غض بصرك؟؟!!
إلى كل شاب هناك مثل إنجليزي يقول إن كل خطوة تؤدي للتي تليها وهذا هو الحال تماماً بالنسبة لك فما بني على باطل فهو باطل وغض البصر هو الخطوة الأولى للعلاج إذا كنت تريد العلاج والتركيز على التفكير بشكل آخر يجعلك أكثر قدرة على أن تستحضر نية جهاد النفس وهو درب من دروب ال جهاد في سببيل الله أيضاً وله أجر عند الله .
وأجر جهاد النفس ربما يرمز للأنواع الأخرى للجهاد وهذا الأجر العظيم الذي ينتظرك إذا فعلت هذا لا يمكن أن يفوز به الإنسان في لقاء شيء سهل وإلا لما سمي بالجهاد أما النوع الآخر من الجهاد المطلوب منك هو الصبر إلى حين إشباع هذه الغريزة بالطريقة الوحيدة التي أحلها الله وهي الزواج ولكن ليس الصبر التي تشوبه الشوائب وتلطخه الأخطاء ولكن الصبر الجميل الذي تزينه العبادات..
أما الطريق العملي لهذا الصبر وهذا الجهاد فهو ممارسة الرياضة بانتظام ومن المستحسن عند الشباب أمثالكم أن تكون رياضة عنيفة ومنهكة مثل الجري, الإسكواش, كرة القدم, أو على أقل تقدير, فلننتظم في الذهاب إلى إحدى صالات الجمنيزيوم لإخراج ما في جسمك من طاقة وإن فعلت ذلك فلن يتوفر لك الوقت والمجهود الدافعين لك لفعل ما يغضب الله وحذارمن الفراغ فهو المارد القاتل المدمر لكل شيء ولأي شيء فاسع جاهداً لملء وقت فراغك في أي وقت بالأعمال المفيدة أو في إثراء حياتك بالمزيد من العلم أو العمل أو الأعمال الخيرية أو الاجتماعية وكل هذه الأشياء مجتمعة.
وأخيراً أقول لشباب هذه الأمة إياكم والانسياق وراء اليأس من طاعة الله أو اعتبارها أشياء مستحيلة فالله هو خالقنا وقد أنزل في كتاب الله العزيز في سورة البقرة "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها" أي أن الله لم يكن ليفرض علينا غض البصر إذا لم نكن قادرين عليه..
ومن أدرى أو أعلم منه سبحانه وتعالى بما نستطيع أو لا نستطيع فانفض عنك وسوسة الشيطان يا صديقي وكن من المؤمنين الذين أثنى عليهم الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز"وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير" صدق الله العظيم .